الرئيسية / مقال للحوار الفكري / التركيب الداخلي للمدينة العراقية

التركيب الداخلي للمدينة العراقية

التركيب الداخلي للمدينة العراقية

أ.د. مضر خليل عمر

استقطب التركيب الداخلي للمدينة اهتمام الباحثين منذ امد بعيد ، اثمر ذلك استنباط نماذج و فرضيات و صيغت نظريات عن التركيب الداخلي للمدينة و تنظيمة مكانيا والعوامل المؤثرة على تشكيله . وقد انصب الاهتمام على مركز المدينة  الذي استحوذ على العديد من الدراسة المعمقة لما يعنيه وما يحويه من استعمالات مهمة للجميع . لقد تغيرت بنية المدينة وتركيبتها كثيرا مع انتشار ملكية السيارات الخاصة و بفصل مكان السكن عن مكان العمل ، وباستحداث مجمعات سكنية خاصة في اطراف المدن ، والتوجه لان تحتوي الجيرات السكنية ما تحتاجها من خدمات ومنافع عامة  (كوميونات Communities) .

وقد تم تفسير التركيب الداخلي للمدينة طبقا للعوامل الاقتصادية واثرها على توزيع استعمالات الارض وتشكيلها وكثافة الاستعمال فيها ، اذ تتباين متطلبات الاستعمال التجاري للارض من صنف الى اخر ، كما تتباين قدرتها على المنافسة للحصول على افضل المواقع ، على سبيل المثال . ومعروف ايضا ان الاستعمال السكني هو اضعف انواع استعمالات الارض في المنافسة للحصول على المواقع المميزة .

ومعروف ايضا ان المدن قد تشكلت (بمعظمها ان لم يكن جميعها) حول نواة معينة : اقتصادية ، دينية ، اثرية ، الخ ، ((فليست هناك عشوائية في ظهور المدن)) ،  وان هذه النويات قد حافظت على قيمتها واهميتها ، واعيدت الحياة الى بعضها (احواض السفن القديمة على سبيل المثال) من خلال التخطيط والاستثمار الثقافي الحضاري (في اوربا) . وقد درس ايضا اثر تموج سطح الارض على التركيب الاقتصادي – الاجتماعي لبعض المدن (الجزائر العاصمة ، ريودي جانيرو) . ومن الضروري التذكير بان معظم نظريات التركيب الداخلي للمدن قد افترضت انبساط سطح الارض وامكانية التوسع في جميع الاتجاهات .

في مدننا ، سابقا كان مركز المدينة يضم الغني والفقير ، ومع التغيرات السياسية و توزيع الاراضي من قبل الدولة ، ومشاريع الاسكان الحكومية ، وحاليا مجمعات القطاع الخاص السكنية ، فان تركيبة المدينة الاجتماعية وبنية استعمالات الارض فيها قد تغيرت كثيرا . هذه الحالة بحاجة الى دراسات مكثفة و واسعة في الوقت نفسه . الاسئلة التي اطرحها كجغرافي معني بالتركيب الاجتماعي للمدينة  ما يلي :

  • في المدن التي تقع في الوديان : هل يتوافق الخط الكنتوري مع المستوى الاقتصادي – الاجتماعي للسكان ؟
  • هل عززت مشاريع الاسكان الحكومية (وتوزيع الاراضي لفئات معينة) التقسيم الاجتماعي ؟
  • وهل دقت المجمعات السكنية الحديثة جرس الخطر لتقسيم اجتماعي معمق وفصل شبه كلي لفئات معينة داخل الاسوار ؟
  • ماهي الفرضية \ النظرية التي يمكن ان تخرج بها الدراسات الجامعية عن نموذج المدينة العراقية الراهنة ؟
  • الا يستحق الموضوع عقد مؤتمرات تخصصية حقيقية وليس اعلامية ؟

ارجو مناقشة ذلك بافق واسع و منظور وطني – علمي ، والله من وراء القصد .

عن الدكتور مضر خليل عمر الكيلاني

متقاعد حاليا ، ارحب بكل من يحتاج مساعدة للتعلم واكتساب خبرة في البحث العلمي ، والجغرافيا بشكل خاص ، وكلي استعداد لتقديم يد العون ، لوجه الله .

شاهد أيضاً

حوار مع ماكنة الذكاء الاصطناعي

حوار مع ماكنة الذكاء الاصطناعي أ.د. مضر خليل عمر   بقصد التعرف على ، والتعريف ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *