الرئيسية / الحغرافيا الاجتماعية / الانتشار المكاني للظواهر الاجتماعية

الانتشار المكاني للظواهر الاجتماعية

الانتشار المكاني للظواهر الاجتماعية

أ.د. مضر خليل عمر

يدرس الجغرافيون الظواهر (الطبيعية والاجتماعية) و تفاعلها مع بعضها البعض ، ومن زوايا مختلفة : النشوء والتكوين ، دورة الحياة ومراحلها الزمانية والمكانية ، الانماط المكانية والعمليات التي تشكلها و تؤثر عليها ، سياقات انتشارها مكانيا ، الاسباب والنتائج (في المنظور القريب) ، وسبل معالجتها المتبعة في مختلف ارجاء الكرة الارضية . وظاهرة التفسخ الاخلاقي ظاهرة ازلية ، تتباين عبر الزمان والمكان حسب الظروف المحلية (سياسية ، قانونية – شرعية ، اقتصادية و اجتماعية) . ولكن الامر تغير كثيرا من خلال سيادة العولمة (كنظام حاكم) و انتشار وسائل الاعلام و التواصل الاجتماعي (القرية العالمية) ، و تدخل منظمات المجتمع المدني في الكثير من الامور و القضايا المحلية و العالمية .

ساركز في هذا المقال على ظاهرة العلاقات الجنسية غير المقرة شرعا : زنا ، زنا المحارم ، لواطة ، سحاق ، وكيف ان دهاقنة السياسة يريدون قبولها اجتماعيا من خلال تاطيرها قانونيا . فمثل هذه الممارسات الجنسية عرفها الانسان منذ القديم ، ولكنها كانت (وستبقى باذن الله) مستهجنة و مرفوضة شرعا وقانونا و اجتماعيا . وكانت تمارس بالخفاء و يحاسب ممارسوها و ينبذون اجتماعيا . السؤال هنا : كيف وصلت اذن الى مرحلة فرضها سياسيا ؟ و تنظيمها قانونيا ؟ والاهم و المهم جدا : لماذا الان ؟ ما هي المراحل التي مرت بها لتصل الى هذه المرحلة ؟

لست مؤرخا كي اغور في اعماق التاريخ واربط الاحداث مع بعضها البعض ، ولكن قراءاتي في الجغرافيا الاجتماعية تساعدني على تسليط الضوء على بعض النتوءات التي وثقت في ادبيات الجغرافيا وعلم الاجتماع . ولا انكر ان للافلام الغربية ، وحتى العربية ، والقصص العالمية  دور في جلب الانتباه الى مثل هذه الظواهر ، خاصة تلك التي وثقت الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية بعد الحرب العالمية الثانية و اثناء الاستعمار و التهجير القسري في بعض بقاع الارض (افريقيا وامريكا اللاتينية على سبيل المثال لا الحصر) . فالظلم الاجتماعي و الحرمان قائمان عبر العصور المختلفة : امبراطوريات العصور المختلفة ، النظم الاقطاعية ، الثورة الصناعية بمراحلها المختلفة وما ادت اليه من استعمار وتهجير قسري و عبودية .  ولا يخفى دور الحروب ، على مختلف مساحاتها المكانية و عمقها الزمني ، في ايجاد ظروفا سياسية واقتصادية واجتماعية تكون بيئة خصبة للامراض الاجتماعية والانحراف الاخلاقي والقيمي . فالقيم الاجتماعية و طبيعة الاعراف والقوانين السائدة هي نتاج تفاعل ظروف اقتصادية بتوجيه سياسي و ايحاءات اعلامية .

اتجه المجتمع الغربي (الاوربي والامريكي على وجه التحديد) منذ منتصف القرن الماضي نحو تغيرات كبيرة وعميقة في محتلف جوانب الحياة اليومية : السياسية (التخطيط العلمي ولامركزية الادارة) ، الاقتصادية (التصنيع والبحث عن مصادر الموارد الطبيعية داخيا و خارجيا) ، التربوية والتعليمية  (اعادة النظر في النظم التعليمية والمناهج الدراسية) ، العلمية (التخصصات العلمية في الجامعات و المراكز البحثية) ، و الاجتماعية (منظمات المجتمع المدني) .  قاد هذا الاتجاه مفكروا الرأسمالية و منظروها ، مستفيدين من ملاحظات و تقيمات الفكر الماركسي و طريقة التحليل المادي ، وبهذا تقوت الراسمالية وترسخت فاخذت اشكالا و ابعادا جديدة و كبيرة ، وبعضها غير منظور للعامة . وهذا ما اوصلها لتحكم العالم بطرائق مختلفة ومنوعة واساليب منظورة و غير منظورة . اقنعت المعظم ان لم يكن الجميع بان العولمة هي مصير العالم ، وان لا مفر منها ، ويجب الانسياق ورائها ، بقناعة او بدونها .

طبقا لهذه الظروف و الاوضاع السياسية و الاجتماعية ، اصبحت الحرية الفردية مقدسة تتمحور حولها الضوابط و التوجهيات الاجتماعية والقوانين الرسمية ، اصبحت (الانا) لا يدانيها شيء الا الحق العام . فانتشرت ممارسة الجنس ، بين الجنسين ، في المدارس ، فاضطرت الدول الى ادخال موضوع التربية الجنسية ضمن المنهاج الدراسي في الثانويات ، و سمح بيع عقاقير منع الحمل لمن هم دون السن القانوني للزواج ، اضافة الى بيع عقاقير مكملة و ضرورية لممارسة (حياة اجتماعية) خاصة . ولعل ذلك لتقليل اثر السوق السوداء و المضاربة بها واستغلالها من قبل شذاذ الافاق . وهنا انتشرت ظاهرة العصابات المحلية ، مكملة و مستندة على العصابات الكبرى ، وبرزت عملية الادمان على المخدرات و انتشرت بشكل سريع لا يدانيه الا انتشار النار في كومة قش . تطورت في هذه المرحلة صناعة المخدرات ، محليا و عالميا ، واضحت تجارتها مربحة ماديا وسياسيا . و تفاقمت مشاكل مدمني المخدرات ، و اخطرها على المجتمع ما كان يحدث ضمن افراد العائلة الواحدة . حيث سجلت حالات عديدة من التعدي الجنسي بين افراد الاسرة الواحدة (اب مع ابنته ، اخ مع اخته) .

نتيجة حرية ممارسة الجنس (بدون زواج) انتشر ما يعرف بالام العزباء ، اسر احادية المعيل ، اللقطاء و المشردين ، وتجمعت المومسات في اماكن وشوارع معينة ، و الشواذ من الجنسين في اماكن وشوارع اخرى . واصبحت مثل هذه الاماكن مزارا لطالبي المتعة الجنسية العابرة ، و الكسب السياحي للمنطقة والمدينة . وفي بعض الدول خصصت اماكن لهم بقصد السيطرة على انتشار الامراض الجنسية و الجلدية . لقد اصبحت العملية مقبولة اجتماعيا و مدعومة قانونا . في نهاية السبعينات عندما درست في جامعة نيوكاسل ابون تاين ، وضمن سياق الجامعة يخصص في الاسبوع الاول من الدراسة الجامعية يوم للتعريف بالجمعيات الطلابية ، وكانت جمعية الشواذ Gay Society و جمعة الشبان المسيحيين (متشددين) و جمعية الغجر (الكاولية) من انشط الجمعيات ، ولا يسمح لاحد ان يعترض او يعرقل نشاطها الاجتماعي . و قد كان المقر الرئيسHQ لجمعية المثلين في مدينة برايتين ، حيث اهتز المجتمع الانكليزي في اواسط الثمانينات عند الاعتداء على طفل بعمر ثمان سنوات حار الاطباء في اعادة مقعده الى وضعه الطبيعي .

ومن خلال قراءاتي في الجغرافيا الاجتماعية ، والتركيب الاجتماعي للمدن الغربية انقل لكم الاتي :

(( منذ ستينيات القرن العشرين ، حدثت تغيرات عميقة في طبيعة المساحات المثلية والمثليات داخل المدن والتي تعكس تغيرات اجتماعية وسياسية أوسع في المجتمع . يمكن القول إن هناك آلان تسامحا أكبر تجاه النشاط المثلي من جانب شرائح “مباشرة” من المجتمع ، على الرغم من أنه لا ينبغي المبالغة في مدى هذا التسامح . فالدراسات ما تزال تكشف عن تحيزا كبيرا بين غالبية السكان وما تزال هناك معدلات عالية من الاعتداء الجسدي ضد المثليين جنسيا والمثليات . فعلى سبيل المثال ، كشفت إحدى الدراسات التي أجريت في فيلادلفيا أن مستويات إلايذاء المبلغ عنها بين السحاقيات تبلغ ضعف تلك التي لدى النساء عموما (تم الاستشهاد بها في عيد الحب ، 1996). الرجال المثليون يواصلون خطر الملاحقة القضائية ومضايقات الشرطة ، مما يعني أنه في المدن يميل المثليون جنسيا الى اللقاء في الحانات والنوادي السرية . هذه تخدم ثلاث وظائف رئيسية  : أولا ، أنها تسهل الاتصال لاغراض جنسية ، أنها تتيح تبادل ألاخبار والقيل والقال ثانيا ، وثالثا ، أنها توفر مكانا للداخلين الجدد في عالم مثلي الجنس .

لقد وجد الميل إلى التجمع مًعا في مناطق تظهر فيها درجة عالية من التسامح تجاه أشكال السلوك المنحرفة بشكل عام . ومع ذلك ، فإن بعض هذه ألاندية لديها أضواء تحذير خاصة أو أجراس لتحذير العملاء من الوقوف بالقرب من ألاشخاص من نفس الجنس عندما تكون الشرطة في المنطقة المجاورة . وقد أبرزت دراسات أخرى متطلبات “المقاهي” أو “ألاكواخ” الناجحة – المراحيض العامة ومناطق الحدائق العامة التي سهّلت  :  أولاً الاعتراف بها ؛ التواصل الجنسي ، يجب أن تكون هذه المواقع في مناطق تقلل من الخطر ،  ثانيا ، يجب أن تكون موجودة ، وثالثا ؛ وأخيرا ، كانت المراحيض بحاجة إلى نقطة مراقبة أو أفراز الجمهور غير المرغوب فيهم من الشرطة أو ألاشخاص المثليين جنسيا .

تلقى الشذوذ الجنسي لدى الرجال تحلي أكثر من السحاقيات ، وذلك إلى حد كبير يعود الى ان الثقافات الفرعية للمثليات أصغر وأقل وضوحا من الثقافات الفرعية للمثليين من الذكور . ومع ذلك ، تمكن وينشستر وألابيض (1988) من رسم أبعاد الحي اليهودي للسحاقيات في باريس . وثق إجيرتون (1990) أيضا مساحات (مناطق تواجد) مثلية في شكل جلسة القرفصاء ، تعاونيات إلاسكان وجمعيات إلاسكان . هذه محاولات لانشاء مناطق آمنة للنساء ومواقع للمقاومة السياسية ، لكنهن يتعرضن أحيانًا للعنف من قبل مثليي الجنس وباغظي النساء . بشكل عام ، تتمتع المرأة بموارد مالية أقل من الرجل وتواجه أيضا تهديد عنف الذكور . لذلك تظهر المثليات الرغبة في السكن غير المكلفة نسبيا وكذلك الاهتمام بالسلامة الشخصية .

هذه العوامل ، إلى جانب ضغوط مجتمع يغلب عليه الجنس الاخر ، تعني أن مناطق سكن المثليين أقل علانية من المساحات المثلية وغالبًا ما تكون “تحت ألارض” (القبو والسرداب( .  بالاضافة إلى ذلك ، يبدو أن المساحات (الاماكن) المثلية يمكن أن تكون غير مستقرة ناتجة عن التوترات الكامنة في البيئات الكثيفة المزدحمة . قال كاستيلز (1983) أن الجيوب المثلية في المدن كانت تعبيرا مكانيًا عن رغبة الرجال في الهيمنة . وقال إن النساء لديهن شعورا بالتضامن والمودة أكبر من الرجال وأقل حاجة للتعبير إلاقليمي . ومع ذلك ، أشار النقاد إلى أن هذه الحجة تديم مفاهيم الاختلافات ألاساسية بين الرجال والنساء وتتجاهل العمليات التي تعمل على استبعاد النساء من بعض أجزاء المدن . وفي السنوات ألاخيرة ، أعربت المثليات عن استيائهن من فكرة أن شكلهن من أشكال الظلم يمكن مساواته بطريقة بسيطة مع مثليي الجنس الذكور . في الواقع ، ينظر البعض إلى نضالهن على أنه يشكل تهديدا أكبر بكثير على نظام الزواج المتغاير أكثر من حركة حقوق المثليين الذكور .

وسعت مساحات مثلي الجنس في المدن إلى حد كبير معرفتنا في الجغرافيا الاجتماعية في المناطق الحضرية ولكن كانت محدودة في مساهمتها في فهم العمليات التي تؤدي إلى هذه التجمعات الجغرافية . بادئ ذي بدء ، فإن معظم هذه المناطق لا يمكن عدها مثلي الجنس على وجه الحصر . علاوة على ذلك ، هناك العديد من المثليين والمثليات الذين يعيشون خارج هذه المناطق . يقول فالنتين (1995) أن هذا العمل على احياء اليهود مثلي الجنس يميل إلى تجاهل حقيقة أن العديد من المثليات والرجال مثلي الجنس يخفون هوياتهم في تجربة لمستويات عالية من الهجوم العنيف عليهم – حتى في مناطق المدن التي تمتازبنسبة عالية من المثليين جنسيا ، حيث كان رد فعل اليمين ، المناهض للمرأة ، ورد الفعل المعادي للمثليين في الولايات المتحدة في السنوات ألاخيرة . )) ([i])

ان المثليين (الذكور على وجه الخصوص) اصبحوا اعضاء مجالس تحكم مدنا و ولايات في الولايات المتحدة الامريكية و غيرها من دول العالم الغربي ، ولهم اصوات تصدح بما يروه و يريدوه في اروقة الحكم في العديد من الدول والمنظمات المدنية . فما كان محضورا في الامس اصبح مسموعا اليوم ، وما كان محرما سابقا اضحى مسنودا بالتعليمات والقوانين اليوم . لقد اصبحت ثقافة (الانحراف الاخلاقي) معروفة و مقبولة في الكثير من المجتمعات الغربية و الشرقية  وضمن المنهاج التعليمي للمدارس .

الخلاصة ، ان اي شيء يزيد عن حده ينقلب ضده . فالحرية الجنسية و البحث عن متعة جديدة و تنويع الملذات امر يهيمن على رغبات وسلوكيات الكثيرين ممن مارسوا النشاط الجنسي منذ نعومة اضفارهم ، وتوفرت لهم وسائل وادوات و عقاقير تثير الغريزه لتشبعها بالحرام و المبتذل من الممارسات التي لا يحاسب عليها القانون و لا يعترض عليها المجتمع ، لانها سائدة ، و مقبولة . وتربية الكلاب (بعد تدريبهم على اللحس) من قبل بعض المسنات امر شائع ومنذ سبعينات القرن الماضي .  بعد منح المغني التون جونس لقب لورد من قبل ملكة بريطانيا ، جرت مقابلة مع والدته في التلفزيون ، فسالت المذيعة والدته : هل تعلمين انه مثلي ؟ فاجابت الوالده : هذه حياته وهو حر بها . كان هذا على شاشة التلفزين اواسط ثمانينات القرن الماضي . ومعروف ان معظم المغنيين الاوربيين والامريكان من المدمنين على المخدرات و مثلي الممارسات الجنسية . فالمجتمع الغربي يعج بوسائل و طرائق وادوات ممارسة الجنس ومن مختلف الاصناف و الفئات المعروفة والمبتكرة ، المتوقعة وغير المتوقعة ، المسمح بها و المرفوضة .

ايضا من خلال قراءاتي لما كتبه علماء الاجتماع عن هذه الظاهرة في العراق ، ومن خلال ما اسمعه من المختصين ومن عامة الناس فان الامر يبدو متزامنا بعض الشيء ، ولست ادري ما هي القوة المحركة للمجتمعات البشرية على مختلف مواقعها على سطح الارض : هل هي السياسة ؟ ام الاقتصاد ؟ ام الاعلام ؟ ام قوة خفية تحرك الشعوب ؟ سابقا كان الولد او البنت عندما (ينحرف) يقتل او يطرد من العائلة . وفي فترة الحصار تغير الحال لتصبح الدعارة مهنة الاسرة Family Business  . وفي خمسينيات القرن الماضي وما سبقها كان للحمامات العامة (وبعض العاملين فيها – المدلكجية و الحفافات) دور في انحراف الابناء والبنات ، و اقناع المتزوجات بممارسة الجنس مع الاخرين . تقدم الحال لتصبح صالونات الحلاقة والتجميل هي مصدر (التوريط – الكسب) ، وهنا اضحت طالبات الجامعات في الاقسام الداخلية عليهن النظر وهن اللواتي عليهن الطلب . ولعل فترة الثمانينات هيأت ارضية هشة للسيطرة على الابناء (بنين وبنات) ، وذلك من خلال غياب الاباء وانخراطهم في المعرك وترك تربية الابناء و ادارة المنزل على عاتق المرأة . وفي التسعينات اهتزت هذه الارضية لتعكس رخاوتها وابتلاعها العديد من الابناء و البنات لتصفهم في خانات التردي والانحطاط . اكتملت الحلقة بانتشار المخدرات وتوفرها في الاسواق بشكل علني بعد الغزو الامريكي – الايراني . اما ممارسة الجنس مع الحيوانات فقد وصم به ابناء الريف . بعد 2003 ، فتحت مكاتب لعقد القران غير الرسمي ، ومكاتب للزواج المؤقت (المتعة) ، و تزويج القاصرات ، فانتشر الطلاق واصبحت المحاكم الشرعية تنظر في قضايا الطلاق اكثر من قضايا عقد القران و التزويج الرسمي ، او حتى تسجيل العقود التي ابرمت خارج المحكمة . كما انتشر شرب الاركيلة من قبل الشباب (بنين وبنات) في الاماكن العامة والخاصة ، واصبحت المخدرات مرغوبة اكثر من الكحوليات .

جغرافيا ، تاخذ عملية الانتشار المكاني لاي ظاهرة كانت مسار الموجة Wave من المركز وباتجاه الاطراف ، (كما لو رميت حصاة في بركة ماء راكد) وبوجود اكثر من مركز (رمي اكثر من حصاة) تتلاقى حافات الموجات لتغطي المنطقة باكملها . و في الغالب تنتقل مراكز الظاهرة مكانيا وتنتشر طبقا لنظرية كرستالر (الاماكن المركزية) . من المركز الرئيس الى المراكز التي تليه ، ثم التي تليها و هكذا . الامر يختلف كليا الان ، وذلك لوجود قنوات التلفاز العالمية ، و شبكات الانترنيت ، و قنوات التواصل الاجتماعي المنوعة : الخاصة والعامة . هذه هي العولمة التي تعدت القوانين و تجاوزت الحدود والاعراف لتغطي اكبر مساحة ممكنة باقل وقت واقل جهد .  والقوى التي وراء العولمة هي التي تريد انتشار الظواهر الاجتماعية السلبية لتغطي القرية العالمية تحقيقا لاطماعها و مخططاتها المستقبلية . فكل شيء قد رسم ونفذ ضمن جدول زمني – مكاني محدد مسبقا .

ومما يؤلم ، ان ما يقلق المهاجرين المسلمين والعرب خاصة الى دول الغرب هو ان القانون هناك مع الابناء ضد رأي الاهل و اعرافهم وشرائعهم . والعديد من المهاجرين غير قادرين او راغبين في العودة الى وطنهم . ليبقىوا في غربتهم و حيرتهم ، فوطنهم لا يقاوم المد الجنسي المثلوي لاسباب عديدة ، لعلهم اعرف بها مني . والله ولي المؤمنين وهو ناصرهم على اعدائهم ، اعداء الدين القويم .

 

 

[i] ) لمزيد من المعلومات ينظر https://www.muthar-alomar.com/?attachment_id=1619

عن الدكتور مضر خليل عمر الكيلاني

متقاعد حاليا ، ارحب بكل من يحتاج مساعدة للتعلم واكتساب خبرة في البحث العلمي ، والجغرافيا بشكل خاص ، وكلي استعداد لتقديم يد العون ، لوجه الله .

شاهد أيضاً

حوار مع ماكنة الذكاء الاصطناعي

حوار مع ماكنة الذكاء الاصطناعي أ.د. مضر خليل عمر   بقصد التعرف على ، والتعريف ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *