الجغرافيا والتخطيط
أ.د. مضر خليل عمر
كثر هذه الايام استخدام مصطلح التخطيط في الرسائل والاطاريح الجامعية – الجغرافيا خاصة ، وكأن الباحث قد تمكن من ملء جميع مقاعد اعضاء الهيئة التخطيطية – المتعددة التخصصات العلمية . فالتخطيط عملية متداخلة التخصصات متكاملتها بمنحى تطبيقي . واعتقد ان اصعب مشكلة واجهت خريجي كليات ومعاهد التخطيط التوصيف المهني لمفردة (المخطط) عند التعيين الوظيفي . وقد قيل انه يشمل كل من ساهم في رسم ملامح وكتابة الخطة Plan . وان اللجنة (الهيئة – مهما كانت التسمية والصفة الرسمية – علميا ومهنيا) تضم عادة تخصصات منوعة تغطي جوانب الموضوع قيد التحليل – التخطيط . وانها تضم عادة مسئولي المصارف (او من يمثلهم) و الجهات الامنية و منظمات المجتمع المدني ، اضافة الى المعنيين مباشرة بموضوع التخطيط (اكاديميين ومهنيين) ونوعه : تربوي ، اجتماعي ، اقتصادي ، سياسي ، اسكان ، طرق ، خدمات ، … الخ .
عندما كتب ددلي ستامب كتابه عن الجغرافيا التطبيقية ركز على استخدام المعرفة الجغرافية للمكان قيد الدرس كارضية للتخطيط . كذلك فعل فريمان في كتابه عن الجغرافيا والتخطيط ، وكل من كتب في هذا الاتجاه . ما يقدمه الجغرافي في مثل هذه المشاريع البحثية هي رؤى او وجهة نظر شخصية ، مستندا على معرفته و تحليله لواقع منطقة الدراسة . ولا انسى ما سمعته شخصيا من البروف رايشر ، عميدة كلية التخطيط المكاني في جامعة دورتموند ، ان المهندس المعماري الالماني يحلم و يتمنى ان يحصل على لقب (مخطط) . فكيف للجغرافي ان يكون مخططا لمجرد ان يكتب بحثا عن التنمية او التخطيط الاقليمي لمنطقة ما، مثلا ؟
مقترحي ، ان نكون اكثر دقة في صياغة عناوين المشاريع البحثية ، وان نعرف حدود تخصصنا و ما نطمح ان نكون عليه ، ومع من نتعامل و لمن نكتب . لنستخدم مفردات اكثر قربا للواقع ، مثل : رؤى ، تقييم جغرافي ، وجهة نظر ، منظور جغرافي . فنحن جزء من العملية التخطيطية لا اكثر ولا اقل ، نحن ضمن فريق عمل متعدد – متداخل التخصصات يسعى لتحقيق هدف : اجتماعي – اقتصادي – سياسي ، وبالمحصلة النهائية انساني يخدم مجتمعنا و يبني مستقبله . والله ولي التوفيق .