عملية الانتشار المكاني
المكان حيث توجد الحياة (اي كان ومهما كان نوعه وطبيعته ، فهو مستقر الحياة) ، وهو معرض لمؤثرات لا عد لها ولا حصر ، ذاتية وخارجية ، طبيعية وبشرية . وفيه ومنه تنتشر الاشياء ، جميعها وبدون استثناء . سؤال تحرى العديدون الاجابة عنه : كيف تنتشر الاشياء (مهما كان نوعها او طبيعتها) في المكان و بين الاماكن ؟ كل ضمن تخصصه العلمي او المهني : الامراض ، الاشاعات ، الافكار ، المستجدات ، الخ . فكان التركيز على محورين اساسيين : آلية الانتقال ، و وسائط و وسائل الانتقال .
باعتماد طريقة التشبيه Analogy ، يمكن توضيح الية الانتقال . عند رمي حصاة صغيرة في بركة ماء راكد فانها تحدث اثرا في مكان سقوطها تتبعه موجات باتجاه الخارج . قوة وسرعة تشكل الموجات والمدى الذي تغطيه يعتمد على وسائط الانتشار المتوفرة في المكان نفسه . وتتوقف الموجة وتتلاشى حيثما تتوفر فرص الحد من حجمها وقوة تاثيرها . وعندما يرمى اكثر من حصاة وفي اماكن مختلفة في البركة نفسها فان الموجات ستتلاقى مع بعضها البعض و تحدث حركة عامة في ماء البركة .
هكذا تنتشر الاوبئة ، و عوامل الاحتكاك و الظروف البيئية و الصحية في المكان لها دور كبير جدا في سرعة الانتشار و المدى الذي يصل اليه الوباء . من هذا المنطلق ، يجب ان نفهم ان عملية انتشار كورونا و الامراض والاوبئة الاخرى رهن بالمكان الذي تظهر به اولا ، وفي السيطرة على عملية الانتقال ثانيا ، وثالثا في التحفظ الذاتي وعدم التعرض الى المصابين او الاماكن التي يحتمل فيها وجود بؤر للوباء . جوهري ان نستوعب الاجراءات الرسمية بهذه الصيغة ، ولا نتطير منها . فالهدف هو الحد من انتشار الوباء و حصر بؤره في اماكن يسهل السيطرة عليه .