الرئيسية / مقال للحوار الفكري / القاسم المشترك الاعظم

القاسم المشترك الاعظم

القاسم المشترك الاعظم

أ.د. مضر خليل عمر

          لا اعرف كيف اصف راي وسلوك البعض عندما يفترض احدهم و يحاول فرض التشابه الكلي بين الافراد (الابناء او الاخوة او ….) ناسيا ، او متناسيا الفرق بينه وبين اخوته  من امه وابيه الذين ترعرعوا في نفس البيئة وقد يكونوا درسوا في المدارس نفسها وتتلمذوا على ايدي المعلمين انفسهم) ، بين ابناءه ، ناسيا ان لكل فرد سمة تميزه بدنيا عن غيره : الشكل ، الصوت ، فتحة العين و القرنية ، الاذن ، بصمة الاصابع ، و (العصعوص – عظمة الذنب) ، وغيرها ، ناهيك عن سمات الشخصية المعنوية من فكر وسلوك و توجهات اجتماعية و سياسية و دينية . فالتنوع والتباين والاختلاف امر رباني لا يد للبشر به ، فالرب الهمنا الفجور والتقوى و تركنا نحكم عقولنا في ما نريده لانفسنا .

من الموضوعات التي درسناها في المتوسطة : القاسم المشترك الاعظم ، ورغم انه موضوع رياضي الا ان له تطبيقاته في حياتنا اليومية لا تعد ولا تحصى  . بمعنى ، ان هناك تشابهات بدنية او فكرية او معنوية بين الافراد تجعلهم يشكلون مجموعة معينة ، لفترة زمنية قصيرة او طويلة الامد . فقد نشترك في متابعة مسلسل تلفازي و نتفاعل مع احداثه و تكون احداثه موضوعات للتحدث و النقاش . كذلك الامر مع مشجعي الرياضة او فنان معين ، فهناك ما يجمع ، هناك قاسم مشترك اعظم من الفروقات الفردية .  فالاختلاف بين الافراد من سنن الطبيعة ومستلزمات الحياة . لا يمكن ان نكون جميعا (كص البقلاوة) ، فلكل واحد منا اسمه وشخصيته و وضعه الخاص ، ومشاكله التي عليه معالجتها بنفسه .

مشكلة شقق فلوريا – اربيل ، يشترك بها عدد غير قليل من العراقيين ، وكل واحد منهم له حالته الخاصة به ، ولكن بالتاكيد هناك قاسم مشترك اعظم : سعر الصرف ، بنود العقد (للطرفين) ، سياقات التسديد ، وبالتاكيد ايضا تبقى هناك امورا كثيرة ومنوعة ومتباينة بين الاشخاص وامكاناتهم و رغباتهم و اهدافهم . تبرع بعض الخيرين لمتابعة الموضوع و العمل كوسيط بين الشركة – هيئة الاستثمار و المتضررين من المشروع . مما يؤسف له ان البعض يعتقد ان حالته الخاصة هي عامة وان الحلول يجب بالضرورة ان تعالجها بالكامل ، وان (المتطوعين – جزاهم الله خيرا) سيحققون له ما يريد دون اي جهد منه !!!! ويزعل ويعلق بما هو غير لائق او مقبول ، او في كثير من الاحيان يؤثر كلامه سلبا على مسار (المفاوضات) مع المعنيين بالامر . المشكلة تتلخص في عمق (الانا) عند الكثيرين ، من لا يرى ابعد من ارنبه انفه ، ولا يحس بجهد الاخرين ولا يقدره . عذرا لمن تطوع لعمل الخير في غير اهله … استمر في عملك فالباري عز وجل يرى ما تقوم به ، وهو اعلم بما في دواخل  النفوس من اهواء ورغبات ونيات …….

عن الدكتور مضر خليل عمر الكيلاني

متقاعد حاليا ، ارحب بكل من يحتاج مساعدة للتعلم واكتساب خبرة في البحث العلمي ، والجغرافيا بشكل خاص ، وكلي استعداد لتقديم يد العون ، لوجه الله .

شاهد أيضاً

الفرات : الشعرة التي قصمت ظهر البعير

لقد اثارني ما عرضه وزير الزراعة من  عدم امكانية الزراعة خلال الاشهر القليلة القادمة (مسئول ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *