الرئيسية / مقال للحوار الفكري / أنا مسلم والحمد لله

أنا مسلم والحمد لله

أنا مسلم والحمد لله

          في زمن الفتن ، اولى بالمرء ان يعبد الله لوجهه الخالص ، وما يقربه الى الخالق هي اعماله و نواياه السليمة اكثر من ممارسة الشعائر والتعبد الزائف ، ودخوله الجنة يكون بقرار رباني خالص فرب عمل صالح صغير منسي يمحو خطايا واثام سنين عجاف ، هكذا أؤمن . لست متفقها بالدين ولا بالمذاهب (مع احترامي وتقديري الكبير لها جميعا) ، ولكني أؤمن بان الاديان جميعها من مشكاة واحدة ، وان المذاهب الاسلامية مصدرها واحد وان الاختلاف بينها والتباين في الممارسات مرجعه التبصر والتفسير . وحتى الاديان غير السماوية ، وتلك غير التبشيرية جميعها تدعو الى القيم العالية وصلاح الفرد والمجتمع بما يقربها من الاديان السماوية في بعض الجوانب و المعطيات . ومعروف ان الدخول في التفاصيل الجزئية للاختلافات و التشعبات الفكرية والممارسات العملية يوصل الى متاهة يكمن فيها الشيطان ، والعياذ بالله .

في زمننا هذا ، زاد التدليس و الكذب و الغش والخداع و المكر والادعاء الكاذب ، واختلط الحابل بالنابل . العودة الى جوهر الدين الحنيف امر مطلوب وهو ليس بالمستحيل ، ولكنه صعب جدا بسبب كثرة المستفيدين من الاوضاع الراهنة و كثرة الجهات التي تدفع للانحراف بعيدا عن جوهر الدين . وقد وهبنا رب العزة عقلا نفكر به ، والهمنا القدرة على التمييز بين النجدين : الشكر او الكفر . والسؤال المطروح علينا جميعا ، وكمثقفين و حاملي شهادات علمية عالية ، هل بامكان اي منا ان يعيد تقييم ما يجري في الشارع العراقي من ممارسات (من جميع الاطراف والملل) ؟ وهل لها سندها الديني القويم ؟ هل من حقنا ان نحاسب الاخرين (الموجودين معنا في المجتمع حاليا) على افعال حصلت قبل اكثر من 1400 عام ؟ الى ماذا تقودنا هذه الممارسات ؟ ومن ورائها ؟ وما الهدف الحقيقي منها ؟

قيل ان الدين افيون الشعوب ، وقد بيعت صكوك الغفران في اوربا في القرون الوسطى ، هل يعيد التاريخ نفسه في الشرق الاوسط في القرن 21 ؟ ولمصلحة من ؟ مسك جمرة الايمان افضل الف مرة من الانجرار وراء مخططات هدفها تدمير البلد وضياع الشعب و تكفير الناس بالدين .           عصيتي وعبيتي والله واكبر ، كافية لاكون مؤمنا حقا طالما نيتي صافيه احب الخير للجميع ، ولا اسعى لاذية احد مهما كان دينه او مذهبه او قوميته او جنسه . لست مسئولا عن ما عمله معاوية و غيره في آل البيت (عليهم السلام جميعا)، ومن لم ينجدهم في محنتهم حينها لا يؤذيهم الان و يستغل مصيبتهم لينتفع هو ومن على شاكلته ممن لا يفهم من الدين الا ما صب في اذنه من مقولات كاذبة .

حسبنا الله ونعم الوكيل في كل ما يجري حاليا
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من كان وراء ما يجري حاليا
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من يرى الحقيقة ويعرفها ويسكت
حسبنا الله ونعم الوكيل

عن الدكتور مضر خليل عمر الكيلاني

متقاعد حاليا ، ارحب بكل من يحتاج مساعدة للتعلم واكتساب خبرة في البحث العلمي ، والجغرافيا بشكل خاص ، وكلي استعداد لتقديم يد العون ، لوجه الله .

شاهد أيضاً

البيئة والتنمية جغرافيا

البيئة والتنمية جغرافيا أ.د. مضر خليل عمر          من الملاحظ ان مفهومي البيئة و التنمية ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *